الاسلام والموسيقى لقد اختلفت الآراء حول موقف الدين الإسلامي من الموسيقى ، ولكن لا شك بأن الإسلام أحدث تغييرا جذريا في طبيعة الغناء الذي كان يمارس في العصر الجاهلي. وفي المدينة المنورة حدث اختلاط بين العرب وأسراهم من الفرس فتأثر هؤلاء بأولئك وبدأت صناعة الغناء تنتقل إلى الذكور من العرب . لذا فإن التأثير الفارسي في موسيقانا العربية بدأ في تلك المرحلة.
عصر الخلفاء الراشدين(632-661م(
يقول أعظم المؤرخين المسلمين ابن خلدون
"إن المسلمين احتقروا كل شئ لا يوافق تعاليم الإسلام وحرموا الغناء في الأيام الأولى منه." ولعل الخليفتين الأولين "أبو بكر " و "عمر" لم يحبا الموسيقى ولا عنيا بها، فلقد شغلتهما الحرب في سبيل تثبيت الإسلام لدرجة منعتهما من التمتع بالفنون . رغم ذلك وجدت فئة قليلة من الشعب انهمكت في الملاهي .
في عهد عثمان تغيرت حياة العرب الاجتماعية والسياسية تغييرا كبيرا. إذ كان عثمان شغوفا بالثروة والمظاهر فبنيت في عهده القصور واهتم الأشراف والأغنياء بالموسيقى والموسيقيين.
أما علي.. فكان شاعرا وهو أول خليفة أضفى حمايته المطلقة على الفنون الجميلة والآداب .
واول موسيقي ظهر في الإسلام هو طويس (الطاووس الصغير)واسمه الكامل أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله الذائب(632-710م) ويقول ابن بدرون أن طويسا اشتهر في الأعوام الأخيرة من عهد الخليفة عثمان.
العصر الأموي (661-750م(
ازدهرت الموسيقى في عهد هذه الأسرة ووجد الموسيقيين مكانا رحبا في البلاط الملكي وعناية خاصة من الخلفاء الأمويين. بقول موير(Muir) "إن الثقافة والفنون أخذت بالازدهار منذ عصر الوليد الأول فتقدمت بذلك الموسيقى تقدما سريعا".
من أبرز المغنين العرب في أول الحكم الأموي، سائب خائر الذي أسبغ الروح العربية على الغناء الفارسي واستخدم العود بدل القضيب في الغناء، وسار على نهحه من تتلمذ عليه أمثال ابن سريج ومعبد ومن النساء عزة الميلاء وجميلة. في هذا العهد وضع يونس الكاتب كتاب "النغم" وكتاب "القيان" فمهد بذلك لانطلاق حركة فكرية موسيقية في العهود التي تلت.
العصرالعباسي (750-1258م(
في هذا العصر انتقل مركز النشاط الموسيقي من دمشق إلى بغداد ودخلت الموسيقى وسائر الفنون والآداب في عصرها الذهبي. ومن أهم الموسيقيين في هذا العصر إبراهيم الموصلي ، ابن جامع، زلزل واسحق الموصلي وغيرهم. كما لمع نجم الفيلسوف الكندي في الموسيقى وكان له أول تدوين موسيقي في كتابه"رسالة في خبر تأليف الألحان". وتألق أيضا نجم الشيخ الرئيس ابن سينا الذي بحث في الموسيقى في كتابه "الشفاء" وخصص جزءا هاما لهذا الفن في كتابه "النجاة".
في الأندلس
لقد دخل الإسلام إلى اسبانيا عام 713 م ونشأت خلافة أموية منفصلة أقامت عاصمتها في قرطبة عام 755محيث مارست هذه الخلافة سياسة مستقلة تماما عن الخلافة الشرقية في بغداد. في القرن التاسع الميلادي أنشئت مدارس مختلفة ومتعددة في قصد التفوق على مدارس بغداد وأصبحت قرطبة بعد ذلك مركزا ثقافيا مميزا حيث تطورت الموسيقى تطورا ملحوظا. ومن ابرز الموسيقيين العرب في الأندلس الفارابي الذي أّلف موسوعته الهامة في الموسيقى وهي "كتاب الموسيقى الكبير"، وزرياب الذي له الفضل الأكبر في تطوير الموسيقى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق