ماهو الصولفيج ؟:
كلمة صولفيج Solfege هى كلمة فرنسية تعنى الغناء وأصول وعناصر ونظريات الموسيقى والمعلومات فى التدوين - وكلمة صولفيجيو Solgeggio وهى كلمة ايطالية وتعنى التدريبات الصوتية لخدمة المغنى بما تشتمله جوانب ايقاعية ولحنية مع التظليل الموسيقى ، ويتكون الصولفيج من عدة بنود وهى :
1. الصولفيج الايقاعى : وهو بند من بنود الصولفيج ، يتناول العنصر الايقاعى من الموسيقى.. ويهدف الى القدرة على أداء الايقاعات المختلفة والتمييز فيما بينهما والقدرة على تدوينها ويشمل كل من السرعة والميزان الموسيقى والوحدة الموسيقية والعلامات الايقاعية والضغوط الزمنية .
2. الصولفيج القرائى : هو القدرة على قراءة الرموز والعلامات التى تعبر عن النوتات النغمية المدونة داخل الاشكال الزمنية من خلال المفاتيح الموسيقية المختلفة تبعا للميزان المدون .
3. الصولفيج الغنائى : عنصر هام من عناصر الموسيقى والهدف منه هو تنمية القدرة على غناء الالحان الموسيقية وايضا القدرة على تدوينها وهو يشتمل على النماذج والتتابعات اللحنية والدرجات الصوتية من حيث الحدة والغلظ .
و بدأت الدراسة الفعلية للغناء الصولفائى وممارسته فى أوئل القرن الحادى عشر على يد الراهب " جويدو الأريزو Guido d'Drizzo ، الذى لقب بمخترع الموسيقى ، ونسب اليه الفضل فى الكثير من التقدم الذى تم خلال الف عام من الظلام فى القرون الوسطى .
ولا تزال كتاباته تمثل لنا أفضل المصادر لمعرفة الحالة التى كان عليها فن الموسيقى والتدوين فى هذه الحقبة من الزمان ، وكان له الفضل فى تطور التدوين وابتكار اسلوب مدون للنظام الصوتى فى العصور الوسطى وإدخال مجموعة مصطلحات لا تزال قيد الاستعمال فى العالم العربى .
وقد اعتمد "جويدو" على المونوكورد لتحديد طبقة صوت ما ، ولكى يسهل على من يغنون معه لتذكر الطبقات الصوتية ونسبتها بعضها الى بعض ، أن يجعل المغنون يربطون بين الصوت وبين المقطع اللفظى ، ومن هنا بدأ تحديد كل صوت بإسم من اسماء السلم الموسيقى المعروف حاليا (دو – رى – مى – فا – صول – لا – سى ) .
وكان تلاميذ " جويدو " يتعلمون ربط المقاطع بالأصوات ، بقصد تذكر الابعاد على النحو الذى لا يزال كثيرا من الاطفال فى العالم الناطق بالانجليزية بتعاملون به حتى يومنا هذا ، وهذا هو الاساس الذى قامت عليه طريقة "جويدو" الصولفائية " .
ويقول "هارفى جريس Harvey Grac" (مؤلف موسيقى انجليزى وعازف أورج ولد عام 1874- وتوفى عام 1944 ) عن الغناء الصولفائى : أنه بمجرد الاطلاع يعطى خلفية موسيقية أوسع من العزف الآلى ، لانه يشتمل على تدريب السمع وتجميع النغمات فى جمل لحنية ، والغناء عموما هو أكثر الوسائل الطبيعية والصحية للتعبير عن النفس موسيقيا ويعتبر من أكثر الاساليب الاجتماعية النزعة لتأليف الموسيقى.
الغناء الوهلى:
الغناء وهو اصطلاح موسيقى خاص بالصوت ، فقد توجد فى طبيعة كل منا أجهزة تعمل لانتاج الصوت وقوة إدراك تحويل هذه الأصوات وجعلها منغمة وهذا مما يجعل إتصال الموسيقى بحياتنا ومشاركتها فى الوجود الاتسانى .
أما مصطلح "وهلى" Sight Singing كلمة وهل – وهلية قيل أنها مصطلحات استخدمت فى المخطوطات الموسيقية المرتبطة بالإرتجال الموسيقى . ، وعندما تقترن كلمة "وهلى " بكلمة " غناء" فانه ينبغى على الدارس النطق بإسم النغمة المدونة ودرجتها الصوتية فى زمنها المحدد فى وقت واحد لأول وهلة بدون تحضير مسبق .
أن الغناء الوهلى هو غناء فورى للحن مدون بالنوتة الموسيقية والصوت البشرى يكون بديلا للآلة الموسيقية ، ولتحقيق ذلك أولا – بأنه لابد من تأهيل الدارس سمعيا و أن يصل لمرحلة الخبرة السمعية التى تجعله ينطق ما هو مدون من رموز موسيقية غير حية للعين ويحولها الى نماذج صوتية مسموعة . وقد أثبتت الأبحاث فى علم التشريح المقارن أن الانسان لديه القدرة على إدراك الأصوات قبل أن يكون قادرا على إصدارها ، لذلك تكون الأذن أقدم من الصوت فى التطور الإرتقائى للانسان فى الوظيفة العضوية .
ويعتبر إدراك الصوت عملية معقدة فى النبضات أو الذبذبات الصوتية أو السمعية التى تستقبل عن طريق الأذن التى تترجم فى العقل الى صوت وإذا وجدت إدراكات بصرية مصاحبة لعملية السمع فان هذه الحوافز البصرية تستقبل فى نفس الوقت عن طريق المراكز الخاصة المناسبة لها فى العقل ، ومن ذلك يتضح إرتباط الاصوات المستقبلة بالمرئية حتى تتم عملية إنطباع صوتى بصرى للمستمع خاصة بعملية الخبرة السمعية .
يقول " ميلتون فريدمان ":وهو مؤلف بولندى – كندى المولد ، بما أن الصوت البشرى هو الآلة الموسيقية المستعملة فى الغناء الصولفائى فيجب علينا أن نتعلم كيف نستعمله بطريقة سليمة وذلك باستخدام الحان صولفائية سهلة فى البداية ومتدرجة المستوى بحيث لا ترهق الاحبال الصوتية ، وبعض النقاط الهامة التى يجب مراعاتها قبل غناء أى لحن صولفائى هى :
1. أخذ نفسا عميقا قبل بداية غناء اللحن الصولفائى .
2. الجلوس أو الوقوف معتدلا .
3. أن تكون عضلات الحلق فى استرخاء .
ويجب أيضا تجنب الآتى :
1. لا تلقى بفكك للامام وخاصة عند أداء نوتة حادة .
2. لا تطبق اسنانك
3. لا تحاول الغناء بصوت مرتفع بشكل مبالغ فيه والابتعاد عن النعومة التى تؤدى الى زحلقة النغمات .
4. عدم محاولة تصنع الصوت الجميل ، فقليل منا له موهبة الصوت الجميل، لذلك غنى بطبيعة وسهولة ومرونة .
ولايحبذ " فريدمان" الاعتماد على آلة موسيقية فى تعليم الغناء الصولفائى ومن رأيه أنه عندما يعتمد الطالب على احساسه وخبرته الموسيقية تصبح الأذن هى الطريق الوحيد لاكتساب المهارة فى القرائة والغناء الجيد .
وأرى ... أنه قد توجد بعض العوامل التى يجب الاهتمام بها ونمائها لتحقيق نجاح عملية الأداء الغنائى الوهلى لدى الدارس وهى :
1. الإدراك الموسيقى : وهو التركيز فى الصوت بصفة عامة من حيث الذبذبات والشدة والطبيعة التونالية من حيث الحدة والغلظ ، وليس ذلك مقتصرا على النغمات التى تصدر من الآلات الموسيقية ، فلابد أن ينتبه لكل صوت يصدر كنفير السيارات أو أصوات الحيوانات ....... الخ .
2. التركيز : وهو تدريب الدارس على التركيز فى إستيعابه للنغمات الموسيقية والابعاد التونالية والجمل الموسيقية الصغيرة ومسارها اللحنى .
3. الذاكرة والتذكر : يجب التنشيط الدائم للذاكرة عند الدارس والتذكر الفورى ، وذلك عن سماع نغمة مرة واحد أو مرتين على الأكثر ثم بعد فترة يحاول أن يتذكرها ويغنيها بنفس طبقتها الصوتية .
محمد كريم حسين